top of page

الكون في حمضي النووي: شغف طبيبة وراثة بالفضاء

image.png

لقد أمضيت حياتي في دراسة شيفرة الحمض النووي، مستكشفةً العناصر المجهرية التي تحدد ماهية الحياة ذاتها. ومع ذلك، بعيدًا عن الأنماط المعقدة للجينات، لطالما انجذب قلبي إلى السماء اللامحدودة. منذ طفولتي، كنت مفتونة بالكواكب والنجوم، أشعر بعلاقة خفية بين ألغاز الوراثة وغموض الكون.

كطبيبة وراثة، يدور عملي حول فهم الطفرات الوراثية التي تسبب الأمراض للإنسان. ولكن في كل مساء، عندما أخطو خارجًا وأرفع بصري نحو السماء، أتساءل: كم عدد أشكال الحياة الأخرى التي قد تكون موجودة خارج كوكبنا؟ هل هناك كائنات على كواكب بعيدة تحمل صفات وراثية مختلفة تمامًا، أم أن الحمض النووي هو لغة كونية مكتوبة عبر أرجاء الفضاء؟

كان شغفي بالقراءة عن الفضاء دائمًا ملاذي. قصص علماء الفلك الأوائل الذين رسموا خرائط السماء، واختراقات الفيزياء الفلكية الحديثة، والسعي المستمر للبحث عن الكواكب الخارجية، كلها تشعل في داخلي فضولًا يبدو وكأنه جزء من تكويني الجيني—شيء مغروس في أعماق وجودي. الجينوم البشري، تمامًا مثل الكون، هو خريطة شاسعة ومعقدة تنتظر أن يتم فك رموزها. التلسكوبات تستكشف ماضي الكون، تمامًا كما يفكك علماء الوراثة الحمض النووي. وهذا السعي المشترك وراء المعرفة هو ما يغذي افتتاني بكلا المجالين.

أحيانًا، أتخيل الحلزون المزدوج كأنه مجرة لولبية—يلتف، بلا نهاية، ومليء بالقصص التي لم تُروَ بعد. وفي لحظاتي الأكثر هدوءًا، أحلم بيوم تنطلق فيه البشرية إلى ما وراء الأرض، وربما يومًا ما، نكشف أسرار الجينات في أشكال الحياة خارج كوكبنا. وحتى يحين ذلك اليوم، سأستمر في القراءة، وسأستمر في التساؤل، وسأستمر في رفع بصري إلى .السماء—لأن الكون، تمامًا مثل شيفرة الحياة، .ينتظر

bottom of page